تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: هل تحبط الأعمال بترك الصلاة أم لا ؟ السبت فبراير 11, 2012 2:22 am | |
| قال ابن قيم الجوزية : أما تركها بالكلية فأنه لا يقبل معه عمل ، كما لا يقبل مع الشرك عمل ؛ فقبول سائر الأعمال موقوفٌ على قبول الصلاة ، فإذا رُدت رُدت عليه سائر الأعمال. فإن الصلاة عمود الإسلام كما صح عن النبي عليه السلام .
وأما تركها أحياناً : فقد روى البخاري من حديث بريدة قال :بكرُوا بصلاة العصر فإن النبي عليه السلام قال : {من ترك صلاة العصر فقد حَبط عملُه} والذي يظهر في هذا الحديث -والله أعلم بمراد رسوله - أن الترك نوعان : النوع الأول: ترك كلي لايصليها أبداً؛ فهذا يحبط العمل جميعاً. النوع الثاني: ترك معين في يوم معين؛فهذا يُحبط عمل ذلك اليوم . والحبوط المعين في مقابلة الترك المعين . وقد دل القرآن والسنة،والمنقول عن الصحابة: أن السيئات تحبط الحسنات، كما أن الحسنات يذهبن السيئات . قال تعالى {يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن وآلأذى} وقال {يأيها الذين آمنوا لا ترفعو أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط اعمالكم وأنتم لا تشعرون} وقالت عائشة لأم ولد زيد بن أرقم { أخبري زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن يتوب }، لما باع بالعينة. وقال الإمام أحمد: ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج ؛لئلا ينظر إلى مالا يحل ، فيحبط عمله. والحديث لم ينف الحبوط بغير العصر ، إلا بفهوم لقب ، وهو مفهوم ضعيف جداً . وتخصيص العصر بالذكر لشرفها من بين الصلوات؛ ولهذا كانت هي الصلاة الوسطى بنص رسول الله عليه السلام الصحيح الصريح . ولهذا خصها بالذكر في الحديث الآخر وهو قوله { الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وترَ أهله وماله } أي:فكأنما سُلب اهله وماله، فأصبح بلا أهل ولا مال . وهذا تمثيلٌ لحبوط عمله بتركها . والحبوط نوعان : عامٌ و خاص . فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة، والسيئات كلها بالتوبة . والخاص حبوط الحسنات والسيئات بعضها ببعض، وهذا حبوطٌ مقيدٌ جزئيٌ، وقد تقدم دلالة القرآن و السنة والآثار وأقوال الأئمة عليه . | |
|