تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: كلمة لكل عبد مخلوق السبت فبراير 11, 2012 1:05 am | |
| كلمة لكل عبد مخلوق أبو أنس العراقي ماجد بن خنجر البنكاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المسلم لغة يطلق على معانٍ كثيرة: منها المستسلم ، المستسلم لغيره يُقال له مسلم ، ومنه على أحد التفسيرين قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا }.الحجرات.أي قولوا: استسلمنا ، ولم نقاتلكم . الإسلام هو دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده وتعبدهم به، قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}.آل عمران. بل الذي لا يدين بدين الإسلام لن يقبل منه أي عمل في الآخرة ويكون من الخاسرين . قال الله تعالى:{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.آل عمران (85) أي: من يدين لله بغير دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده، فعمله مردود غير مقبول، لأن دين الإسلام هو المتضمن للاستسلام لله، إخلاصا وانقيادا لرسله فما لم يأت به العبد لم يأت بسبب النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، وكل دين سواه فباطل.السعدي ويتمنى الكفار يوم القيامة لو كانوا مسلمين ولكن هيهات هيهات ، قال الله تعالى: ((ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )). والمراد أنه لما انكشف لهم الأمر واتضح بطلان ما كانوا عليه من الكفر وأن الدين عند الله سبحانه هو الإسلام لا دين غيره حصلت منهم هذه الودادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل هي لمجرد التحسر والتندم ولوم النفس على ما فرطت في جنب الله. فتح القدير (3/173). فأما من قابل هذه النعمة العظيمة _(الإسلام)_ بردها والكفر بها، فإنه من المكذبين الضالين، الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون أنهم مسلمون، أي: منقادون لأحكامه وذلك حين ينكشف الغطاء وتظهر أوائل الآخرة ومقدمات الموت، فإنهم في أحوال الآخرة كلها يتمنون أنهم مسلمون، وقد فات وقت الإمكان، ولكنهم في هذه الدنيا مغترون.السعدي. والله سبحانه وتعالى سمانا مسلمين من قبل نزول القرآن الكريم .قال الله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}. قوله: {هو سماكم المسلمين} يقول الله سماكم المسلمين من قبل يعني من قبل الكتب كلها ومن قبل الذكر وفي هذا يعني القرآن. تفسير مجاهد (2/428)، تفسير ابن كثير (3/317). وعلى العباد كافة أن يوحدوا الله تعالى في السر والعلن، ولأجل هذا المقصد خلقنا الله سبحانه وتعالى، فقال عز وجل: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ . سورة الذاريات الآية (56) . وقال تعالى: )قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف(. الأنفال (32) وهذا هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب لأنهم أشركوا في الإلهية. ([1])أ.هـ. فمن أشرك بربوبية الله فزعم أن شيئاً في الوجود يشارك الله في الخلق والتدبير ، والحياة والموت والرزق، والنفع والضر ، وغير ذلك من خصائص الرب الخالق، فهو كافرٌ ، ومن أشرك بألوهية الله فزعم أن أحداً غير الله يستحق أن يُعبد من دون الله، أو عَبَدَ مع الله إلهاً آخر، أو تقرب إلى غير الله عز وجل بالعبادة، فهو كافر. وعن عبادة بن الصامت t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروحٌ منهُ، والجنة حقٌ، والنارَ حق، أدخله الله الجنة على ما كانَ من العمل".رواه البخاري ومسلم. فالمسلم هو : الذي يشهد أنْ لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّداً رسول الله، ويقيمُ الصَّلاة، ويؤتي الزَّكاة، ويصومُ رمضانَ، ويحجُّ البيتَ. هذا هو المسلم الكامل الإسلام، ولكن المراد بالمسلم هنا: من يشهد أن لا إله إلا الله؛ وأنَّ محمداً رسول الله؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: «إنك تأتي قوماً من أهلِ الكتاب، فادْعُهُمْ إلى شهادة أنْ لا إله إلا الله، وأنِّي رسولُ الله، فإن هم أطاعُوا لذلك؛ فأعْلِمْهُم أنَّ الله افترض عليهم خمسَ صلوات...». الحديث. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه أي كف عنهم؛ لا يذكرهم إلا بخير ، ولا يسب ، ولا يغتاب ، ولا ينم ، ولا يحرش بين الناس، فهو رجلٌ مسالم ، إذا سمع السوء حفظ لسانه، وليس كما يفعل بعض الناس- والعياذ بالله- إذا سمع السوء في أخيه المسلم طار به فرحاً ، وطار به في البلاد نشراً عافنا الله من هذا الشر . الثاني: من سلم المسلمون من يده، فلا يعتدي عليهم بالضرب، أو الجرح، أو أخذ المال، أو ما أشبه ذلك ، قد كف يده لا يأخذ إلا ما يستحقه شرعاً، ولا يعتدي على أحد، فإذا اجتمع للإنسان سلامة الناس من يده ومن لسانه، فهذا هو المسلم. وعلم من هذا الحديث أن من لم يسلم الناس من لسانه أو يده، فلا يكون عمله من عمل المسلم، فمن كان ليس لهم همٌ إلا القيل والقال في عباد الله ، وأكل لحومهم وأعراضهم، وذلك من كان ليس لهم همٌ إلا الاعتداء على الناس بالضرب، وأخذ المال ، وغير ذلك مما يتعلق باليد، يكون هذا من الكفر العملي الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" . هكذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وليس إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد أن نعلم به فقط ، بل لنعلم به ونعمل به، وإلا فما الفائدة من كلام لا يعمل به، إذا فاحرص إن كنت تريد الإسلام حقاً على أن يسلم الناس من لسانك ويدك، حتى تكون مسلماً حقاً، أسال الله تعالى أن يكفنا ويكف عنا، ويعافنا ويعفو عنا، إنه جواد كريم. وعلى العباد كافة بمختلف الديانات والجنسيات والأشكال أن يؤمنوا بجميع الأنبياء عامة ، وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، لأن الله ختم به الأنبياء والرسالات السماوية ، فهو خاتم الأنبياء والرسل ، وكل من سمع بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وجب عليه إتباعه والعمل بما جاء به من ربه. قال الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} . وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}. قوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: بل نؤمن بهم كلهم، هذه خاصية المسلمين, التي انفردوا بها عن كل من يدعي أنه على دين. فاليهود والنصارى والصابئون وغيرهم - وإن زعموا أنهم يؤمنون بما يؤمنون به من الرسل والكتب - فإنهم يكفرون بغيره، فيفرقون بين الرسل والكتب, بعضها يؤمنون به وبعضها يكفرون به، وينقض تكذيبهم تصديقهم، فإن الرسول الذي زعموا, أنهم قد آمنوا به, قد صدق سائر الرسل وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كذبوا محمدا, فقد كذبوا رسولهم فيما أخبرهم به, فيكون كفرا برسولهم. فإذا عرف هذا فعلى العباد جميعاً جنهم وإنسهم أن يدينوا بدين الإسلام، ويتبعوا سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، سواء كانوا يهودا أو نصارى أو صابئة، أو غير ذلك. فهذه دعوة لكل من الصابئة أو اليهود أو النصارى وإلى كل من يدين بدين غير الإسلام ولم يوحد الله سبحانه وتعالى ، وإلى كل من يعتقد عقيدة خلاف على ما جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوة لهم أن يدينوا بدين الإسلام الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى حيث قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ}، وهو دين الأنبياء والرسل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ". قوله أخوة لعلات : هم الأخوة لأب واحد من أمهات مختلفة . وقوله: "دينهم واحد" هو دين التوحيد وهذا يفيد أن النسب الحقيقي هو نسب العقيدة والإيمان وبه يكون التفاضل لا بالآباء. ومعنى الحديث أصل إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة، فإنهم متفقون في أصول التوحيد وأما فروع الشرائع فوقع فيها الاختلاف . اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. اللهم إنا نسألك خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، ونعوذ بك من شرِّ ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . سبحان ربك رب العز عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين . وبهذا تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك . وكتب / أبو أنس العراقي ماجد البنكاني | |
|