تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: يد يحبها الله و رسوله السبت فبراير 11, 2012 4:00 am | |
| إن قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء ومنهج الصالحين من المؤمنين يحثُّ على وجوب العمل واكتساب المال من وجوه الحلال؛ للإنفاق منه والارتقاء به؛ فبالمال يقتات الإنسان ويكتسي، ويربي عياله، ويصل رحمه، ويحفظ عرضه، ويصون دينه، ويذود عن وطنه، ويصطنع الرجال، ويستغني عن السؤال، ويحيا عزيزًا كريمًا، ويموت جليلاً حميدًا. 000000000000 ولهذا نجد أن الإسلام يحض على العمل، ويحثُّ على السعي والكسب، ويأمر بالانتشار في الأرض للنيل من فضل الله والأكل من رزقه قال الله تعالى: [size=21]﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ (الملك: من الآية 15)، وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أمسى كالاًّ من عمل يديه أمسى مغفورًا له".. وعن المقداد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده". 0000000000000 ولقد ضرب الأنبياء عليهم السلام المثل في السعي والعمل، وكانت لهم حرف يرتزقون منها، ومن أمثلة ذلك: - كان آدم عليه السلام حراثًا. - وكان داود عليه السلام صانعًا للسَّرد والدروع. - وعمل موسى عليه السلام أجيرًا عند الرجل الصالح في الرعي. - وعمل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في الرعي والتجارة. الرعي مهنة عمل بها معظم الأنبياء فقد عمل بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه من الله السلام وكذلك ابناه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام
وعمل بها شعيب وكذلك عمل بها النبي محمد صلي الله عليه وسلم الحياكة كان نبي الله إدريس هو أول من خاط الثياب وكان يصنعها من نبات الكتان وكان الناس قبله يرتدون ثيابا مصنوعة من جلود الحيوانات النجارة عمل بها نبي الله نوح ولعل اشهر واقدم سفينة في التاريخ هي السفينة التي صنعها نوح عليه السلام وقيل إنها كانت مصنوعة من خشب الساج أو خشب الصنوبر الحدادة أول حداد كان نبي الله داوود عليه السلام فقد اختصه الله بقدرة عجيبة تجعل الحديد يلين في يديه فيشكله كما يشاء فيصنع منه الأسلحة والدروع التجارة التجارة مهنة يجب أن يتوفر في العامل بها الصدق والأمانة وهي الصفات الأبرز في شخصية الرسول المصطفي عليه الصلاة والسلام فكان لقبه حتى قبل أن يبعث هو الصادق الأمين هذه الصفات هي التي دفعت السيدة خديجة إلى أن تطلب منه أن يعمل في تجارتها ويتاجر لها في مالها 000000000000000000000 أيها العمال أفنوا *** العمر كَدًّا وَاكتِسابا 2 وَاعمُروا الأَرضَ فَلَو لا *** سَعيُكُم أَمسَت يَبابا
3 إِنِّ لي نُصحًا إِلَيكُمْ *** إِن أَذِنتُم وَعِتابا
4 في زَمانٍ غَبِيَ النا *** صِحُ فيهِ أَو تَغابى
5 أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ *** خَلَّدوا هَذا التُرابا
6 قَلّدوهُ الأَثَرَ المُعـ *** ـجِزَ وَالفَنَّ العُجابا
7 وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَهـ *** ـرِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا
8 أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتِّى *** أَخَذوا الخُلدَ اغتِصابا
9 إِنّ لِلمُتقِنِ عِندَ الل *** ـه وَالناسِ ثَوابا
10 أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَـ *** ـهُ وَيَرفَعكُم جَنابا
11 أَرَضيتُمْ أَن تُرى مِصـ *** ـرُ مِنَ الفَنِّ خَرابا
12 بَعدَ ما كانَت سَماءً *** لِلصِناعاتِ وَغابا
13 أَيِّها الجَمعُ لَقَد صِر *** تَ مِنَ المَجلِسِ قابا
14 فَكُنِ الحُرَّ اختِيارًا *** وَكُنِ الحُرَّ انتِخابا
15 إِنِّ لِلقَومِ لَعَينًا*** لَيسَ تَألوكَ ارتِقابا
16 فَتَوَقَّعْ أَنْ يَقولوا *** مَن عَنِ العُمِّالِ نابا
17 لَيسَ بِالأَمرِ جَديرًا*** كُلُّ مَن أَلقى خِطابا
18 أَو سَخا بِالمالِ أَو قَد *** دَمَ جاهًا وَانتِسابا
19 أَو رَأى أُمِّيَّةً فَاخـ *** ـتَلَب الجَهلَ اختِلابا
20 فَتَخَيَّرْ كُلَّ مَن شَبـ *** ـبَ عَلى الصِدقِ وَشابا
21 وَاذكُرِ الأَنصارَ بِالأَمـ *** سِ وَلا تَنسَ الصِحابا
22 أَيِّها الغادونَ كَالنَحـ *** ـلِ ارتِيادًا وَطِلابا
23 في بُكورِ الطَيرِ لِلرِز *** قِ مَجيئًا وَذَهابا
24 اطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ *** وَاجعَلوا الواجِبَ دابا
25 وَاستَقيموا يَفتَحِ اللَـ *** ـهُ لَكُم بابًا فَبابا
26 اهجُروا الخَمرَ تُطيعوا الـ *** ـلَهَ أَو تُرضوا الكِتابا
27 إِنِّها رِجسٌ فَطوبى *** لِامرِئٍ كَفَّ وَتابا
28 تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُر *** عِش مِنَ الصُنِّاعِ خابا
29 إِنِّما العاقِلُ مَن يَجـ *** ـعَلُ لِلدَهرِ حِسابا
30 فَاذكُروا يَومَ مَشيبٍ *** فيهِ تَبكونَ الشَبابا
31 إِنِّ لِلسِنِّ لَهَمًِّا *** حينَ تَعلو وَعَذابا
32 فَاجعَلوا مِن مالِكُمْ *** لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا
33 وَاذكُروا في الصَحِّةِ الدا *** ءَ إِذا ما السُقمُ نابا
34 وَاجمَعوا المالَ لِيَومٍ *** فيهِ تَلقَونَ اغتِصابا
35 قَد دَعاكُم ذَنبَ الهَيـ *** ـئَةِ داعٍ فَأَصابا
36 هِيَ طاووسٌ وَهَل أَحـ *** ـسَنُهُ إِلِّا الذُنابى
الشاعر: أحمد شوقى
00000000000000000000000000 واجبات العامل المسلم 1- أن يكون قويًّا أمينًا.. والقوة تتحقق بأن يكون عالمًا بالعمل الذي يسند إليه، وقادرًا على القيام به، وأن يكون أمينًا على ما تحت يده، قال الله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص: من الآية 26)، والبلاء الذي ينزل بالأمة ينجم عن فقد هذه الصفات؛ فالأعمال وخاصةً التي تتحكَّم في مصائر الشعب تُسند لذوي القربى والمحسوبيات، ولو كانوا لا يعرفون شيئًا عن العمل، أو انعدمت عندهم الأمانة فيشقى الناس بهم. 2- إتقان العمل.. فالإسلام يحضُّ المسلمين على الإتقان في كل جوانب حياتهم وسائر أعمالهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". فالعامل المخلص المتقن هو ذلك الإنسان الحاذق لصنعته وحرفته، والذي يقوم بما يُسنَد إليه من أعمال ووظائف بإحكام وإجادة تامة، مع المراقبة الدائمة لله في عمله، وحرصه الكامل على نيل مرضاة الله من وراء عمله، وهذا النوع من العمال والموظفين لا يحتاج إلى الرقابة البشرية؛ والبَون شاسع بين من يعمل خوفًا من إنسان، يغيب عنه أكثر مما يوجد، وخداعه ما أيسره، وبين آخر يعمل تحت رقابة من لا يغيب عنه لحظة، ومن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء!!. يهتم المؤمن بجودة العمل وإتقانه، ويبذل جهده لإحسانه وإحكامه لشعوره العميق أن الله يراقبه في عمله، وأنه تعالى – كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"كتب الإحسان على كل شيء"رواه مسلم. والله لا يرضى من المؤمن إلا أن يقوم بعمله في صورة كاملة متقنة، وهذا ما يؤكده الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"رواه البخاري وهذا يشمل الأعمال كلها، أعمال الدنيا وأعمال الآخرة. وهناك خلقان أصيلان يتوقف عليهما جودة العمل وحسن الإنتاج، هما: الأمانة والإخلاص، وهما في المؤمن على أكمل صورة وأروع مثال، فالعامل المؤمن ليس همه مجرد الكسب المادي،أو إرضاء صاحب العمل، ولكنه أمين على صنعته يخلص فيها جهده، ويراقب فيها ربه ويرعى حق إخوانه المؤمنين، قال تعالى: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون"( التوبة :105). فليس المطلوب في الإسلام مجرد العمل،بل إحسانه وأداءه بأمانة وإتقان. 3- التوكل على الله.. فالمسلم في سعيه يجب عليه أن يحسن التوكل على الله، ثم يأخذ بالأسباب؛ فقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم فقال: من أنتم؟ قالوا: المتوكلون، فقال: "أنتم المتأكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبة في بطن الأرض وتوكل على ربه". 4 - التجمل في طلب الرزق.. والمسلم يمارس العمل في حكمة وأناة وتعفُّف وتجمُّل، ويوقن أن رزقه لن يفوته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "..لا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدًا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه؛ فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب؛ فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله لا يُنال فضلُه بمعصيته". من حقوق العامل في الإسلام وإذا كان الإسلام قد أوجب على العامل إتقان العمل والنصح فيه؛فإنه أعطى للعامل حقوقًا تجعله يعيش حياةً كريمةً عزيزةً، ومن هذه الحقوق: - احترام العامل وحسن معاملته؛ تنفيذًا لأوامر الإسلام في الإحسان للناس.. قال الله تعالى: ﴿وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من الآية 83). - إعطاء العامل أجره كاملاً غير منقوص.. وفق ما تم الاتفاق عليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: منهم رجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره". - الإسراع في دفع أجر العامل.. وعدم تأجيله مهما كانت الأسباب؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه". - أن يكون أجر العامل عادلاً.. بحيث يوفر له الحياة الكريمة من الطعام والشراب والملبس والمسكن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم؛ فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس". - عدم تكليف العامل ما لا يطيق.. وعدم إرهاقه بالأعمال الشاقة التي لا يقدر على إنفاذها؛ فإن فعلنا شيئًا من ذلك أعناه بأنفسنا أو بغيرنا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا تكلفوهم ما يغلبهم؛ فإن كلفتموهم فأعينوهم". - الضمان الاجتماعي.. فمن الحق لكل مواطن تأمين راحته ومعيشته، كائنًا من كان، ما دام مؤديًا واجبه، أو عاجزًا عن هذا الأداء بسبب قهري لا يستطيع أن يتغلب عليه، ولقد مر عمر على يهودي يتكفَّف الناس، فزجره واستفسر عما حمله على السؤال، فلما تحقق من عجزه رجع على نفسه باللائمة وقال له: "ما أنصفناك يا هذا، أخذنا منك الجزية قويًّا وأهملناك ضعيفًا، افرضوا له من بيت المال ما يكفيه"، وهذا مع إشاعة روح الحب والتعاطف بين الناس جميعًا. هذا ديننا هذا هو الإسلام العظيم الرحيم العادل.. ما أعظم هذا الدين؛ الذي يجعل حق العامل على صاحب العمل أن يمنحه من الأجر ما يمكنه من أن يكفي نفسه ومن يعول من الطعام والشراب والكساء، وأن يمكنه من العلاج، وتعليم أبنائه، ولا يكون ذلك إلا بمراعاة العدل في توزيع عائد العمل!!. لا ننسى قول الرسول الكريم صلوات الله عليه و سلامه حيث قال عن اليد التي تعمل وتتعب ( هذه اليد يحبها الله ورسوله ) ( هذه اليد يحبها الله ورسوله ) [/size] | |
|