تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: خواطر طالبة طب 2 الجمعة فبراير 10, 2012 2:51 pm | |
| ذات يوم وفي إحدى المحاضرات، أوقف الدكتور المحاضرة ليروى لنا واقعة حدثت له بالأمس القريب وهي: أن أما جاءت إليه العيادة مع طفلها المريض أخبرته أن حرارته مرتفعة وانه يعاني من التهاب اللوزتين،فقال الطبيب في نفسه: إن كانت قادرة هكذا على تشخيص مرضه فلماذا لم تكتب له الدواء أيضا ؟!! ثم كشف على الولد في تعال شديد حيث انه خبير بهذه الحالة فانتم كما تعلمون أن التهاب اللوزتين مرض شائع الحدوث بين الأطفال وحالة يقابلها الطبيب بشكل يومي ومتكرر ..ثم بدا يكتب الروشتة، وقال للام في اليوم الأول سيحدث كذا وكذا واليوم الثاني كذا وكذا والثالث كذا وكذا .. واصفا التطورات التي ستحدث للطفل يوما بيوم،لاحظوا معي أن كل هذا بروح فيها تعال شديد ويقين بان الطفل سيشفى بنسبة مائة بالمائة نتيجة الدواء الذي كتبه له.. ثم اتصلت به الام ليلا وهي منزعجة لتخبره أن الحرارة لم تهبط ومازالت مرتفعة ، فقال لها: اطمئني واستمري على العلاج ، ثم اتصلت به مرة أخرى في الصباح الباكر لتخبره بان الطفل لا يستطيع الوقوف ، فقال لها –ثانية- :اطمئني واستمري على العلاج ، إلى أن جاءت المكالمة الثالثة التي أخبرته فيها أن الطفل قد نقل إلى المستشفى في حالة سيئة ،فهنا أسرع إليه وقد وجد أن كثير من مضاعفات التهاب اللوزتين قد أصيب بها الولد ، ولكن رعاية الله به كانت كبيرة فشفى الولد وتعافى.. ثم علق قائلا: انظروا كدت افقد ثقة مرضاي فيِ كطبيب إن أصاب الولد مكروه وأشاعت أمه أنى قد أخطأت في علاج ابنها ، وقد حدث كل هذا لاني شعرت للحظة أن الشفاء بيدي.. ثم استطرد قائلا : إياك أن يراودك هذا الشعور ، فما أنت الا معالج أما الشافي فهو الله ، فقد تكتب دواءا واحدا لمريضين فيتعافى الأول وتتدهور حالة الآخر رغم أن الدواء واحد في الحالتين ولكن لان كل شئ بقدر الله وحده. إلى هنا انتهت القصة التي حدثت له وحكاها لنا ، انتهت وقد حفرت داخل كل منا أحرف من نور و أضاءت في نفس طالب اليوم طبيب الغد شمعة تضئ له دربه .. وعلى الرغم من أن هذه الحقيقة وهى " عدم التعلق بالأسباب والتعلق بالله وحده واليقين بان الشافي هو الله" قد سمعتها من العديد من المشايخ والدعاة وقرأتها في كثير من الكتب إلا اني أحسست في هذا اليوم اني اسمعها وأتعلمها لاول مرة !! ولا اعلم ما السر وراء هذا؟؟ هل لأنها ذكرت مقرونة بحادثة يرويها صاحبها بنفسه ؟ أم لأنها ذكرت من معلم لتلاميذه الممهدين لسماع وتعلم كل كلمة يلقيها على مسامعهم بل والاقتداء به ؟ أم هي روعة المفاجأة بان تجد معلمك يعترف بخطئه ويتعلم منه ويعلمك إياه ؟ أم بسبب الاشتياق للمعلم المربى الذي لا يكتفي بإلقاء المحاضرة ولكن يغرس في نفوس طلابه قيما ومبادئ وخلاصة تجاربه في الحياة ؟ إن كان هذا أو ذاك فلا شك أنها واقعة تحتاج من كل منا وقفة ...
| خواطر طالبة طب 2 |
| د/ أميرة
| | |
|