تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ} الخميس فبراير 09, 2012 11:05 pm | |
| [center]قال تعالى : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ} هذه الآية جواب القسم وهي مؤكدة بثلاثة مؤكدات : القسم ، و اللام ، ونون التوكيد .. والخطاب هنا لجميع الناس ، أي لتتحولن حالاً عن حال وهو يعني أن الأحوال تتغير فيشمل أحوال الزمان ، وأحوال المكان ، وأحوال الأبدان ، وأحوال القلوب ..
الأول : أحوال الزمان .. تنتقل .. ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فيوم يكون فيه السرور والانشراح وانبساط النفس ويوم آخر يكون بالعكس ، حتى إن الإنسان ليشعر بهذا من غير أن يكون هناك سبب معلوم .. الثاني : الأمكنة .. ينزل الإنسان هذا اليوم منزلاً وفي اليوم التالي منزلاً آخر ، وثالثاً ورابعاً ,, إلى أن تنتهي به المنازل في الآخرة و ما قبل الآخرة وهي القبور .. هي منازل مؤقتة . فالقبور ليست هي آخر المنازل .. بل هي مرحلة وبه نعرف أن ما نقرؤه في الجرائد ( فلان توفي ثم نلقوه إلى مثواه الأخير )أن هذه الكلمة غلط كبير ومدلولها كفر بالله عز وحل ، كفر باليوم الآخر لأنك إذا جعلت القبر هو المثوى الأخير فإنك جعلته ليس بعده شيء .. المثوى الأخير إما جنة وإما نار ..
الثالث : الأبدان .. يركب الإنسان فيها طبقاً عن طبق .. أول ما يخلق الإنسان طفلاً صغيراً .. و رويداً رويداً حتى يكون شاباً جلداً قوياً .. ثم إذا استكمل القوة عاد فرجع إلى الضعف ..
الرابع : حال القلوب و ما أدراك ما أحوال القلوب .. فأحوال القلوب هي النعمة وهي النقمة .. والقلوب كل قلوب بني آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن يقبلها كيف يشاء .. فالقلوب لها أحوال عجيبة .. فتارة يتعلق القلب بالدنيا .. وتارة يتعلق بشيء من الدنيا وتارة يتعلق بالمال .. وأحوال القلوب هي أعظم الأحوال الأربعة .. [/center] | |
|