تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: والعاديات ضبحا الخميس فبراير 09, 2012 10:34 pm | |
| [center] سورة العاديات مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال ابن عباس، وعطاء ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والكلبي، وقتادة، والمقاتلان ، وأبو العالية وغيرهم: هي الخيل العادية في سبيل الله عز وجل تَضْبَحُ، والضَّبْح: صوت أجوافها إذا عَدَتْ.
قال ابن عباس: وليس شيء من الحيوانات تضبح غير الفرس والكلب والثعلب، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيَّر حالها من تعب أو فزع، وهو من [قولهم] ضَبَحَتْهُ النارُ، إذا غيرَّت لونه.
[وقوله: "ضبحًا" نصب على المصدر، مجازه: والعاديات تضبح ضبحًا] .
وقال علي: هي الإبل في الحج، تعدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، وقال إنها نـزلت في وقعة بدر، [كانت أول غزوة في الإسلام بدرًا] وما كان معنا إلا فَرَسان، فَرَسٌ للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون الخيل العاديات؟ وإلى هذا ذهب ابن مسعود، ومحمد بن كعب، والسُّدي.
وقال بعض من قال: هي الإبل: قوله "ضبحًا" يعني ضباحًا تمد أعناقها في السير . < 8-508 >
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)
( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال عكرمة، وعطاء، والضحاك، ومقاتل، والكلبي،:هي الخيل توري النار بحوافرها إذا سارت في الحجارة. يعني: والقادحات قدحًا يقدحن بحوافرهن.
وقال قتادة: هي الخيل تهيج الحربَ ونارَ العداوة بين فرسانها.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل [إلى مأواها] فيورون نارهم، ويصنعون طعامهم.
وقال مجاهد، وزيد بن أسلم: هي مكر الرجال، يعني رجال الحرب، والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه: أما والله لأقدحن لك ثم لأوِريَنَّ لك.
وقال محمد بن كعب: هي النيران تجتمع . ( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ) هي الخيل تغير بفرسانها، على العدو عند الصباح، هذا قول أكثر المفسرين. وقال القرظي: هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من جَمْع إلى منى، والسُّنَة أن لا تدفع [بركبانها يوم النحر] حتى تصبح والإغارة سرعة السير، ومنه قولهم: أشرق ثبير كيما نغير. ( فَأَثَرْنَ بِهِ ) أي هيَّجن بمكان [سيرهن] كناية عن غير مذكور، لأن المعنى مفهوم، ( نَقْعًا ) غبارا، والنَّقْع: الغبار. ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) أي دخلن به وسط جمع العدو، وهم الكتيبة يقال: وَسَطْت، القوم بالتخفيف، ووسطتهم، بالتشديد، وتوسَّطهم بالتشديد، كلها بمعنى واحد. قال القرظي: [هي الإبل توسط بالقوم] يعني جَمْع منى، [هذا موضع القسم]، أقسم الله بهذه الأشياء. < 8-509 >
إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: "لكنود": لكفور جحود لنعم الله تعالى. قال الكلبي: هو بلسان مضر وربيعة الكفور، وبلسان كندة وحضرموت العاصي .
وقال الحسن: هو الذي يعد المصائب وينسى النعم . وقال عطاء: هو الذي لا يعطي في النائبة مع قومه.
وقال أبو عبيدة: هو قليل الخير، والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا.
وقال الفضيل بن عياض: "الكنود" الذي أنْسَتْه الخصلة، الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان، و"الشكور": الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة. ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال [أكثر المفسرين]: وإن الله على كونه كنودًا لشاهد. وقال ابن كيسان: الهاء راجعة إلى الإنسان أي: إنه شاهد على نفسه بما يصنع. ( وَإِنَّه ) يعني الإنسان، ( لِحُبِّ الْخَيْرِ ) أي لحب لمال، ( لَشَدِيدٌ ) أي: لبخيل، أي إنه من أجل حب المال لبخيل. يقال للبخيل: شديد ومتشدد.
وقيل: معناه وإنه لحب الخير لقوي، أي شديد الحب للخير أي المال. ( أَفَلا يَعْلَمُ ) أي : أفلا يعلم هذا الإنسان، ( إِذَا بُعْثِرَ ) أي: أُثِيرَ وأُخْرِج، ( مَا فِي الْقُبُورِ ) [من الموتى] .
[/center] | |
|