صدقتك تدل على قوة عقيدتك
ان الصدقة برهان على عقيدتك ؟؟
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله
تملآن أو تملأ مابين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر
ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها))
صحيح مسلم.
فقوله صلى الله عليه وسلم (( الصدقة برهان)) يدل على أن الصدقة وثيقة الصلة
بقوة العقيدة ، وليست مجرد مبلغ من المال يقدمه المتصدق ليحسن به على
المتصدق عليه، ويدفع عنه حاجة طارئة.
ان الصدقة شديدة الصلة بالعقيدة بل لا يقدم الصدقة إلا قوي العقيدة ، لننظر في هذه العبارة " الصدقة برهان" :
أولا : ما معنى صدقة؟
ثانيا : مامعنى برهان؟
وبرهان على ماذا؟
يقول النووي رحمه الله عن معنى الصدقة : "قالوا : وسميت صدقة لأنها دليل
لتصديق صاحبها وصحة ايمانه بظاهره وباطنه" النووي شرح صحيح مسلم.
فهي دليل تصديق وصحة ايمان.
ويقول النووي أيضا ناقلا لمعنى برهان أي : "معناه الصدقة حجة على ايمان
فاعلها ، فأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته
على صدق ايمانه والله أعلم " النووي شرح صحيح مسلم.
وهاك مثالا يوضح المقصود: يذهب الشخص الى المخبز فيشتري خبزا ويدفع قيمة
الخبز فهو يجد مايقابل المال الذي يدفعه، ويذهب الى المكتبة ويدفع مالا
ليشتري به كتابا، فهو ايضا يجد العوض الذي قبضه عن هذا المال. وهكذا في هذه
الدنيا ، كلما اشترى شيئا يقبض مايقابله . لكنه يقف عند صندوق التبرعات
ويلتفت كي لا يراه أحد ثم يضع فيه مبلغ من المال، أين العوض؟ ماذا أخذ؟
انه يضع المال في الصندوق ويقول له الى اللقاء في القبر، ويوم القيامة, كي تظلني, وتكفر ذنوبي، أليس المال برهان على ايمانه؟
هذا الموقف وهذه اللحظة لحظة اختبار، كلنا نمر بها، نتذكرها عندماندعى الى
الصدقة، وعندما نقف عند من يجمع التبرعات، وكل يقدم برهانه، فمنا من يقدم
برهانه بريال واحدا، ومنا من يقدم برهانه عشرة ريالات، ومنا من يقدم برهانه
مائة ريال أو خمسمائة ريال.
أما الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لما دعوا الى الصدقة، قدموا براهينهم على
هذا الايمان، فأبو طلحة رضي الله عنه كان برهانه مزرعته التي بجوار المسجد
بيرحاء وورد في صحيح البخاري رواها أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما
أنزلت هذه الآية ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) قام أبو طلحة رضي
الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله ان الله
تبارك وتعالى يقول ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) وأن أحب
أموالي الي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول
الله حيث أراك الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال
رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت واني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال
أبو طلحة أفعل يارسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وعثمان رضي الله عنه كان برهانه ثلاثمائة من الإبل مجهزة تجهيزا كاملا،
وعمر رضي الله عنه كان برهانه نصف ماله، أما العملاق الذي سبق الناس كلهم
عدا الأنبياء عليهم السلام فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فقد قدم
برهانه ماله كله في أكثر من مناسبة، فيوم الهجرة حمل كل ماله لخدمة رسول
الله صلى الله عليه وسلم أما أولاده فعندهم كيس من الحصى، ولما دعا الرسول
صلى الله عليه وسلم للصدقة في المدينة، جاء أبو بكر بكل ماله .
هذا هو برهان الأحبة الصحابة رضي الله عنهم لمن يحبهم ويتأسى بهم فما برهانك؟؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((الصدقة برهان))..
جزى الله خيرا من أعان على نشرها ...