لقد كانت طريقتي في حفظ القرآن أنني أقوم بتجزئة السورة إلى عدد من
المقاطع حسب المعنى اللغوي، ثم أبدأ بقراءة كل مقطع عدة مرات وكلما مررت
على كلمة لا أفهمها أرجع إلى التفسير، ثم بعد أن أتم حفظ هذا المقطع أبدأ
بحفظ المقطع التالي ثم تبدأ عملية الربط بين المقاطع.
نصائح ذهبية لحفظ القرآن
- اختر المكان والزمان المناسب للحفظ لأن الذاكرة ترتبط بالمكان والزمان.
- اختر الصديق المناسب والصالح الذي تحفظ معه القرآن.
- اختر الوقت المناسب للحفظ وحاول أن تختار أفضل الأوقات ولا تجعل القرآن على هامش حياتك!
- إذا فشلت في الحفظ فكرر المحاولة مرات عديدة حتى تستمر في الحفظ وإياك أن تنقطع عن القرآن.
- علم نفسك كيف تحب القرآن! وتخيل الفوائد التي ستجنيها من حفظ كتاب الله تعالى.
- القرآن هو الشفاء وهو النجاح في الدنيا والآخرة وهو السعادة وهو الاتصال مع الله عز وجل.
لذلك سارع إلى حفظ بعض آيات القرآن لتلقى الله تعالى وأنت حافظ لكتابه
فهذا أجمل يوم ينتظره كل مؤمن صادق: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله
لآت وهو السميع العليم).
ما هي الأشياء التي تساعد على تقوية وتطوير المدارك؟
إن أفضل طريقة لتأمل القرآن هي أن تحفظ الآية أو السورة ثم ترددها في
صلاتك وقبل نومك وأنت تسير في الشارع مثلاً أو تركب السيارة، بمعنى آخر
تجعل القرآن هو كل شيء في حياتك، وسوف يسخّر الله لك كل شيء لخدمتك! وهذا
الكلام عن تجربة طويلة.
وهذه ليست تجربتي فقط بل هي تجربة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، فقد
كان كل شغله وهمّه وحياته القرآن. فهل هنالك أجمل من أن تعيش مع الكتاب
الذي سيكون رفيقك في قبرك وشفيعك أمام الله يوم يتخلى عنك أقرب الناس
إليك، ولكن هذا القرآن لن يتخلى عنك، فلا تتخلى عنه.
أهم شيء هو الحرص على القرآن والعلم من أجل الآخرة وليس لمتاع الدنيا،
فإذا ما جعلت كل هدفك وهمّك هو الله فإن الطريق الذي سيوصلك إلى الله هو
القرآن، وهنالك حادثة أثرت في كثيراً حدثت مع أحد الصالحين عندما كان على
فراش الموت فقال لابنه: يا بني ناولني هذا الكتاب لأنني نسيت مسألة من
العلم وأحب أن أطلع عليها. فقال: وما تنفعك هذه المسألة الآن يا أبت؟
فقال: لأن ألقى الله وأنا عالم بهذه المسألة أحب إلي من أن ألقاه وأنا
جاهل بها!!! فأين نحن الآن من هؤلاء؟؟
إنني أعتبر أن حفظ القرآن هو أهم عامل لتوسيع المدارك وقوة الفهم، وذلك
لأن الذي يفهم كلام الله وهو الكلام الثقيل والعظيم، يسهل عليه أن يفهم
كلام البشر من العلوم وغيرها وهذا عن تجربة حقيقية. وثق أن الله سييسر لك
الحفظ، يقول تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ
مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17].
التفكر في خلق الله يزيد طاقة الإبداع
التأمل والتفكر في معجزات الخالق هو طريقة رائعة لزيادة الإبداع لدى
الإنسان، وقد وجد العلماء أن التفكر في الطبيعة والكون والخلق يؤدي إلى
زيادة في حجم الدماغ وقدرته على معالجة المعلومات بسرعة أكبر وكفاءة أعلى.
فإذا أردت أن تطور وتوسع مداركك عليك أن تقرأ في معجزات القرآن العلمية
وأن تتفكر في الكون وتنظر في السماء وتتأمل في النجوم، وتنظر في عالم
النبات وتنظر في المخلوقات من حولك، وسوف ترى الفرق سريعاً، سوف تلاحظ أنك
سترتاح نفسياً وتشعر بالسعادة والاطمئنان أكثر من قبل.
لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ينفق جزءاً من وقته في التأمل
وكان يقول: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم ونعطي
جزءاً من وقتنا لنتأمل معجزات الخالق تبارك وتعالى في الكون والأنفس؟
الخشوع في الصلاة يقوّي الذاكرة
يحاول العلماء اليوم معرفة أسرار التأمل والخشوع، والخشوع في الصلاة هو
أمر نفتقده اليوم، فنادراً ما نجد مؤمناً يطبقه في صلاته. ولذلك نجد تفكير
المؤمن مشتت وغير مركز، والخشوع في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن يقوّي
الذاكرة ويزيد من قدرة الإنسان على الحفظ، ولذلك مدح الله أولئك المؤمنين
بقوله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ
خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
والسلام عليمك وعذرا على الاطاله