إن الله وهب
الإنسان الأعضاء والجوارح, ومواهب وطاقات, فدل ذلك على أنه يريد منه السعي
والجهد, كما إذا منح سيد عبده فأساً أو معولاً, فالظاهر أنه يريد منه أن
يحفر الأرض أو يشق صخرة, نطق بذلك أو لم ينطق, كذلك لما أعطانا الله هذه
الأيدي العاملة, والسواعد القوية, والأقدام السائرة, والطاقات الغنية,
فإنه يريد منا – بداهة – أن نشتغل ونستخدم قوانا, ونكدح في الحياة ونجاهد
فيها, ونكسب رزقنا بقوة اليمين, وعرق الجبين, فالتوكل الصحيح أن لا نقصر
في جهدنا, ثم نعتمد في نتيجة السعي على الله تعالى فالسعي شكر لنعمة
القدرة, والجبر كفران لهذه النعمة. والله يقول:
(( ولئن شكرتم لأزيدنكم, ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)).
فاكسب وصب عرق الجبين, ثم توكل على الرزاق ذي القوة المتين.