تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الثلاثاء مارس 13, 2012 3:37 am | |
| النفس تميل إلى الإسفاف, وتخلد إلى الراحة, وتهوى الهين من كل أمر. ولكن في النفس – على هذا – نزوعاً إلى العلاء, وشغفاً بالارتقاء, وحنيناً إلى المكارم, وشوقاً إلى العظائم. إن فيها لجمرة يغطيها الرماد, وشرارة يقدحها الزناد, فإن وجدت نافخاً في جمرها وقادحاً لشرارها, استيقظت, وتحفزت, وعملت, وصعدت. وكلما ذاقت لذة العمل والرقي زادت حباً له, وهياماً به. والذين يبصرون بالظلم في كل طريق, ويلتقون بالبغي في كل نية, لا يحركون يداً ولا لساناً, وهم قادرون على تحريك اليد واللسان أولئك لم يعمر الإسلام في قلوبهم فلو عمرها لانقلبوا مجاهدين. ومن هاهنا لا يكون المؤمن العامر القلب إلا متحركاً محركاً, أما المتباطئ الذي يعد بالالتحاق بعدما تظهر بوادر النجاح فإنما يعد وعد الضعاف. صاح ما الحر من يثور على الظلـ م وقد ثارت لحقها أقوام إنما الحر من يسير إلى الظلـ م فيصميه والأنام نيام وكان أعياء الفقهاء القدماء يميزون مثل هذه المعاني أكثر من المتأخرين, وأرجعوا العز الذي عرفه صدر الإسلام إلى وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فمن ثم قالوا أنه ( هو القطب الأعظم في الدين, وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين ولو طوي بساطه وعمله لتعطلت النبوة, واضمحلت الديانة, وعمت الفترة, وفشت الضلالة, وشاعت الجهالة, واستشرى الفساد, واتسع الخرق, وخربت البلاد وهلك العباد, ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد, وقد كان الذي خفنا أن يكون, فإنا لله وإنا إليه راجعون, إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه). قال هذا الغزالي رحمه الله. | |
|